باسم الله الرحمان الرحيم
نداء إلى إلى تلامذتنا الأعزاء المقبلين على امتحانات نيل شهادة التعليم الإعدادي
التلميذ عزيزي
، عزيزتي التلميذة ، أبناءنا الأعزاء :
ابتداء من يوم الأربعاء المقبل 17 يونيو 2009 وطيلة ثلاثة أيام ، أنتم مقبلون على الامتحانات الجهوية للسنة الثالثة إعدادي كآخر وأهم حلقة من الحلقات المحددة لأحقيتكم في نيل شهادة التعليم الثانوي الإعدادي .
وبالنظر إلى مضامين العشرات من النمادج لامتحانات جهوية سابقة في مختلف المواد ولمواسم سابقة ، يتضح لنا أنها في مجملها في المتناول ولا تتطلب منا مجهودا استثنائيا حتى نتمكن من الحصول على أفضل النقط ، وهو ما يمكنكم الوقوف عليه من خلال مقارنتكم للتمارين والأسئلة المقترحة بها مع ما تتضمنه مقررات بعض المواد المبرمجة ـ الرياضيات نمودجا ـ
عزيزي التلميذ ، عزيزتي التلميذة ، أبناءنا الأعزاء :
إن هذا الوضع المشجع ، بغض النظر عما يبدو لنا من عوائق ، ليعتبر حافزا مهما بالنسبة لنا جميعا كي نتعامل مع هذه الامتحانات بمحاربتنا لكل أشكال الغش التي باتت تؤثت كل شيء من حولنا مما يجعل مجهوداتنا تضيع أدراج الرياح لسبب بسيط جدا ، وهو أننا سنؤسس إلى مستقبل دراسي مبني على الغش .
ولنتذكر أن " ما بني على باطل فهو باطل " ، و أكيد أنه لن يرضيك بناء مستقبلك الدراسي على باطل لأن أمر تطهيره سيكون مستحيلا بعدها ، و مؤكد أنه بالوقوف لبرهة مع الذات سنقتنع بأننا سنرفض بناء مستقبلنا بهذا الشكل لاسيما إذا حاولنا بناء مواقفنا بعيدا عن كل السلوكات غير السوية التي تحيط بنا ، بل سنحاول إقناع أنفسنا قبل إقناع الآخر بأننا ، بالرغم من حداثة سننا ، سنكون قادرين على وضع قطيعة مع هذه المظاهر التي ما كان لها لتنتشر بين أهالينا لولا أنها وجدت في الجهل والأمية مجالا خصبا تقتات منه .
عزيزي التلميذ ، عزيزتي التلميذة ، أبناءنا الأعزاء :
وأنت تتلقى إغراء بالغش بأي وسيلة من الوسائل ، تذكر بأن الله عز وجل ذم الغش وأهله في القرآن الكريم و توعدهم بالويل مصداقا لقوله سبحانه وتعالى : " وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينْ ، الّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُون ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ "[المطففين:1-3]. فهذا وعد للذين يبخسون في الميزان ، فكيف بالذي يأخذ نقطة ليس من حقه لتسمح ليساهم في رفع عتبة النجاح فيأخذ مقعدا له في القسم الموالي بعد أن يكون قد حرم منه تلميذا آخر الله وحده يعلم أين سينتهي به المصير بعدها .
وكذلك حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من الغش وتوعّد فاعله، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على صُبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً. فقال: « ما هذا يا صاحب الطعام؟ » قال: أصابته السماء يا رسول الله. قال: « أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني » وفي رواية « من غشنا فليس منا » وفي رواية « ليس منا من غشنا » [رواه مسلم] .
فالله سبحانه وتعالى نسأل أن يمن عليكم بالتوفيق والسداد فيما أنتم مقبلين عليه و يفرح قلوبكم بما يحبه ويرضاه ، إنه سميع مجيب . والله الموفق
|