منتديات العرب الشامل
الفن العربي: التجديد والمعاصرة KCi95868
منتديات العرب الشامل
الفن العربي: التجديد والمعاصرة KCi95868
منتديات العرب الشامل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


العرب الشامل لجميع خدمات الويب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 

 

 الفن العربي: التجديد والمعاصرة

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
MesTapHa
عضو مميز
عضو مميز
MesTapHa


الجنس : ذكر
العمر : 34
سمعة العصو : 17520

الفن العربي: التجديد والمعاصرة Empty
مُساهمةموضوع: الفن العربي: التجديد والمعاصرة   الفن العربي: التجديد والمعاصرة I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 25, 2009 12:02 pm

الفن العربي: التجديد والمعاصرة

( على هامش معرض التشكيل العربي في أسبانيا)






أقيم في أسبانيا مؤخراً معرض الفن لتشكيلي العربي المعاصر على صالة غاليري واحدة من أهم المؤسسات الثقافية في إقليم غاليثيا، وهي مؤسسة آراغواني
التي تعنى بمد الجسور الثقافية ما بين العالمين العربي والأسباني، وذلك
بالتعاون مع حكومة الإقليم الغاليثي. والمعرض ضم نماذج منتخبة من الفن
التشكيلي لآخر مدارس وفناني الطليعة العرب، وهي المرة الأولى التي تجتمع
فيها ما لا يقل عن 50 لوحة تشكيلية وعمل نحتي لأكثر من 15 فناناً من دول
عربية مختلفة. والمعرض الذي أشرف على تنظيمه و انتقاء لوحاته وفنانيه
الكاتب العراقي المقيم في مدريد عبدالهادي سعدون، كما
كتب مقدمة الكاتلوج الخاص بالمعرض والذي جاء بلغات ثلاث هي العربية
والأسبانية ولغة الإقليم، الغاليثية. واللوحات الفنية والأعمال النحتية
المشاركة شملت دولاً مثل العراق، سورية، لبنان، المغرب، فلسطين، ولأسماء
فنانين مثل:



صدر الدين أمين، عبدالكريم سعدون، نذير نصرالله، مولاي الحيضرة، م.حنوش،
عتاب حريب، شداد قهار، فاخر محمد، حقي جاسم، خالد الخاقاني، خالد كاكي، م.
شليار، كاظم شمهود،علي علي و أحمد النابلسي.


ومن
المؤمل مشاريع مشتركة للأشهر القادمة تنظم مع المؤسسة الثقافية آراغواني،
ومنها أضافة للعروض الفنية، ستكون هناك أسابيع عن الثقافة العربية ومهرجان
للسينما العربية اليوم.. وفيما يلي إعادة لمقدمة الكاتلوج الخاص بالمعرض
التي كتبها عبدالهادي سعدون، المشرف العام على المعرض



" أكثر من 15 فناناً تشكيلياً عربياً منتخباً لهذا المعرض، يشكلون تظاهرة
أساسية من بين بحر من الفنانين والمدارس الفنية في العالم العربي، أجيال
متعددة سواء أولئك الذين برزوا داخل أقطارهم أو في خارجها (على الأغلب في
أوربا). لا نزعم هنا أن هذه البانوراما من الفنانين تمثل تمثيلاً كلياً
للفن التشكيلي العربي المعاصر، بل شئنا لها أن تكون ممثل صادق لآخر
الظواهر الفنية المعاصرة


ومثلما هو معروف أن العرب قد بدءوا مسيرتهم الفنية مع الرسم المعاصر بمناخ
ليس له علاقة بالمعاصرة، على الأقل بمفهومها الأستاتيكي، أكثر من علاقته
بالمؤثر السياسي ـ الاجتماعي، إلا أنه اليوم، وهذا المعرض لأكثر من 40
لوحة فنية معاصرة ، يعد نموذجاً واضحاً على مدى ما وصل له الفن التشكيلي
العربي من علاقة وشيجة مع الحركات المعاصرة في الفن العالمي. الفنانون
المشاركون في هذا المعرض الجماعي، يستندون على كل ما هو معاصر في المدارس
الفنية من تقنيات وأساليب حديثة، ولهم في الوقت ذاته نسغ رابط بكل ما له
علاقة بثقافة مجتمعاتهم الأصلية وتاريخها، ولا يتحددون بوسيلة فنية معينة
فتتراوح أعمالهم بين الرسم، التجسيد النحتي، الغرافيك وشتى الاتجاهات
الحديثة الأخرى



في هذا المعرض هناك اتجاهات تعبيرية متغايرة بين فنان وآخر، وهذا الاختلاف
مثله الرابط اللامرئي بين لوحاتهم يشكل تلك اللغة من الحوار والتفاهم
الضمني. فهذه المدارس والأساليب الفنية المتباينة هي في حد ذاتها تشكل
كتلة متناسقة بقدر ما هي منفتحة على تأويلات مختلفة. وعلى الرغم من أن كل
فنان يعد عالماً مستقلاً بحد ذاته، فهو من جهة أخرى نقطة تلاقي وتبادل
فكري مع الآخر ضمن الحيز المتاح


المعرض يمنحنا فرصة المعاينة ضد الفكرة العتيقة التي تعلن عن تقيد الفنان
العربي (المسلم على وجه الخصوص) وانعدام حريته في التعبير الفني بسبب من
مفهوم منع الفن في الإسلام. لكن هذه البانوراما الفنية، مثل غيرها الكثير،
توفر لنا مثالاً مبسطاً عن مدى تطور وحرية التعبير في الفن التشكيلي
العربي، على الأقل في الخمسين سنة الماضية. المعرض كذلك يبرز لنا أن الفن
العربي لم يعد منكفئاً على نفس التعابير الفنية ضمن مفاهيم الغرافيكية
والخطية التي حصرته فيه الفنون الإسلامية لقرون ـ والتي هي من الأهمية
بكثير ولها صداها اليوم أيضاً ـ ، بل مضت للدخول في الحركات الفنية
المعاصرة بكل حرية. واليوم نجد صدى الفنون العالمية وتأثيرها في الرقعة
العربية بشكل موازي لما يحصل في العالم



الفن التشكيلي العربي مثله كالثقافة بصورة عامة، يعد أفضل ممثل للنظر
للبنية الاجتماعية للشعوب. الثقافة هي البؤرة المثالية لمعاينة منطقتنا،
وذلك للخروج من كل التشبيهات والتعابير التشهيرية اللاصقة بالعالم العربي
ـ الإسلامي وجعله هدف صيد سهل.العالم العربي الذي يبدو مختلف جداً عن
الآخر، ولكنه أيضاً هارموني النزعة، شبيه بالآخر ومختلف مثله. من الممكن
أن يكون العالم العربي، عن طريق الثقافة أولاً قبل كل شيء، أكثر استعدادا
اليوم لمد جسر التبادل والتفاهم مع العالم أجمع، بالأخص الغرب، وليس
بالضرورة أن يؤدي ذلك لتصادم ثقافي من أي نوع... ".
كما كتبت الناقدة الفنية الأسبانية سارا دي كاسترو أورغاتي مقالاً عن المعرض جاء فيه:

"
عندما نتحدث عن الفن العربي في هذا المعرض المقام في غاليثيا- أسبانيا،
على الفور تقتحم رؤوسنا المناظر التقليدية لأحد المساجد، أو لقطعة مشغولة
من النحاس أو لمنضدة أنيقة من الخشب المرصع، لكن الفن العربي ليس بالضرورة
هذه الأشياء بل أكثر من ذلك بكثير. الشيء ذاته في أوربا عندما لم نبق في
ظل أبنية الكاتدرائيات والرموز الدينية، فالفن العربي مضى بطريق تطوره
وخلق لنفسه منابع طليعية خاصة و أساليب فنية معاصرة ليس لها بكثير أو قليل
صلة بالعناصر الدينية المعتادة.



نعلم أن معالم الثقافة العربية قد ظلت فينا منذ زمن طويل، ولكن ما بقي لنا
منها له صلة بشكل دائم مع عنصر من عناصر الإشارة للماضي، مما جعلنا نظل
بهذه الصورة دون الشروع بمحاكاة حاضرها. الحاضر الفني المجهول تماماً
للجمهور الأسباني ويمكنني القول للجمهور الأوربي أيضاً.



من أجل تجاوز المواضيع الجامدة والمناظر المعتادة التي نحملها حالياً عن
العالم العربي والتي تغص بها مخيلة الجمهور في العالم كله تقريباً، هذا
المعرض في صالة عرض (مؤسسة آرغواني) يتيح لنا رؤية بعيدة تماماً عن هذه
القوالب الجاهزة. رؤية تجعلنا نركز على الفن ذاته، بتمثيلاته التشكيلية
التي تعطي نموذجاً معتبراً لما يجري في الوقت الحاضر في هذه البلدان من
حركات فنية معاصرة، وحتماً تشكل أفضل نموذج لتوسيع إدراكنا لما يجب عليه
فهمنا للفن العربي.



ربما كان خطأنا، غريزياً، هو ربط الفن العربي بالفن الإسلامي، ومنحه تلك
الصلة الدينية التي ليس له بالضرورة، وهو شبيه بصورة مجحفة ربط الفن
الغربي المعاصر بكل مؤثرات الفن الكاثوليكي أو المسيحي مثلاً. وليس ببعيد
عن الواقع، هذا المعرض يمثل أفضل فرصة للتأكيد من عدم ارتباط المحيط الفني
لهذه البلدان بطقوسها الدينية في الواقع. نظرة واسعة لما عليه الفن
المعاصر، دوران للتمعن لا تحصره حدود معينة إلا بما يتناوله الفنانين في
أعمالهم وتقنياتهم وأساليبهم الفنية.



هذا المعرض الفني هو بلا شك أداة مناسبة لإتمام رؤية ناقصة لدينا، توضيح
الصلة للربط بما يشبه جسر ثقافي، أنه ما أن تتمعن هذا الكم المنتخب من
اللوحات التشكيلية ـ ناهيك عن المتعة البصرية ـ يجبرنا الخروج مما قولبنا
به ذهنيتنا السابقة، ويمنحنا فكرة أن الفن هو فن أولاً قبل كل شيء وليس
بأداة تحكم لجانب أيديولوجي معين، فالفن هنا يشكل صلة تواصل ما بين الفنان
ومتلقيه.



ربما من الوهلة الأولى أن نندهش إزاء الأساليب والمواضيع المتنوعة للوحات
المعرض، لكن لو استطعنا التغلب على الفكرة المسبقة للحكم على الفن العربي
لتواجهنا ببساطة مع معرض لفن معاصر مع الاحتفاظ باعترافنا أننا مع تقليد
فني عالمي بمعالم فنية مختلفة. ومع ذلك فالتقارب الثقافي يشكل نسبة
متزايدة، بدءاً بالتاريخ والتراث المشترك وكذلك باستخدام مواد العمل التي
ستسهل علينا بشكل واضح التعرف على أساليب وحقب أخرى.



فبينما في جانب من لوحات المعرض، كما عليه الفنان السوري نذير نصرالله،
نجد أننا بمواجهة استخدام الحروفية العربية، واحداً من أهم عناصر التشكيل
في الفن العربي المعتاد، حيث اللغة والكتابة هما العنصر الوحيد لعلو
الإنسان إزاء الطبيعة، وهو في عمله يدهشنا تجديد يته في فن الخط ويعمل على
مزج بل وتداخل الأشكال التجريدية في نوع من تلاعب ما بين الأبيض والأسود.



من المدهش أيضاً التواجه بفرشاة العراقي عبدالكريم سعدون بخطوطه التعبيرية
المجردة، بأسلوب نقي تماماً يقربه من تجربة (جماعة كوبرا) حيث الأشياء
تتشكل بتراكم الألوان، بينما تبدو الهيئات الإنسانية مشوهة أو مقطوعة
بشحنة تعبير درامي واضحة.



يمكننا أيضاً التمعن بلوحات م. حنوش، حيث أقامته في أسبانيا، جعلت تأثيرها
مباشر في فنه من خلال الفلكلور الأسباني، فيعرض لنا لوحات مستمدة من خيال
مصارعات الثيران وساحاتها المعروفة.



إن المعرض الفني العربي في صالة آراغواني تتيح لنا بلا شك فرصة ممتازة من
حيث النوعية والعدد. تجربة لعشاق الفن ولكل أولئك الذي لهم رغبة التعرف
بنظرة جديدة للثقافة العربية، ولمن لهم الرغبة بالتعمق حقيقة بواقع هذه
البلدان، على الرغم من الكثير من العوائق التي تمنع ذلك أحياناً بلا شك،
فالمعرض الجماعي لأكثر من 15 فناناً عربيا وأكثر من 50 لوحة، هو بلا شك
خطوة فنية ذات اعتبار كبير...".


عدل سابقا من قبل عبث طفلة في الأربعاء أغسطس 26, 2009 2:42 pm عدل 1 مرات (السبب : 00)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mestapha.com
عبث طفلة
الادارة
الادارة
عبث طفلة


الجنس : انثى
سمعة العصو : 5879

الفن العربي: التجديد والمعاصرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفن العربي: التجديد والمعاصرة   الفن العربي: التجديد والمعاصرة I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 26, 2009 2:43 pm

مشكوووووووووور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
rim
مراقبة الفن والسينما
مراقبة الفن والسينما
rim


رسالة sms salam a tout
الجنس : انثى
سمعة العصو : 5402

الفن العربي: التجديد والمعاصرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفن العربي: التجديد والمعاصرة   الفن العربي: التجديد والمعاصرة I_icon_minitimeالخميس أغسطس 27, 2009 5:17 am

الفن العربي: التجديد والمعاصرة

( على هامش معرض التشكيل العربي في أسبانيا)






أقيم في أسبانيا مؤخراً معرض الفن لتشكيلي العربي المعاصر على صالة غاليري واحدة من أهم المؤسسات الثقافية في إقليم غاليثيا، وهي مؤسسة آراغواني
التي تعنى بمد الجسور الثقافية ما بين العالمين العربي والأسباني، وذلك
بالتعاون مع حكومة الإقليم الغاليثي. والمعرض ضم نماذج منتخبة من الفن
التشكيلي لآخر مدارس وفناني الطليعة العرب، وهي المرة الأولى التي تجتمع
فيها ما لا يقل عن 50 لوحة تشكيلية وعمل نحتي لأكثر من 15 فناناً من دول
عربية مختلفة. والمعرض الذي أشرف على تنظيمه و انتقاء لوحاته وفنانيه
الكاتب العراقي المقيم في مدريد عبدالهادي سعدون، كما
كتب مقدمة الكاتلوج الخاص بالمعرض والذي جاء بلغات ثلاث هي العربية
والأسبانية ولغة الإقليم، الغاليثية. واللوحات الفنية والأعمال النحتية
المشاركة شملت دولاً مثل العراق، سورية، لبنان، المغرب، فلسطين، ولأسماء
فنانين مثل:


صدر الدين أمين، عبدالكريم سعدون، نذير نصرالله، مولاي الحيضرة، م.حنوش،
عتاب حريب، شداد قهار، فاخر محمد، حقي جاسم، خالد الخاقاني، خالد كاكي، م.
شليار، كاظم شمهود،علي علي و أحمد النابلسي.


ومن
المؤمل مشاريع مشتركة للأشهر القادمة تنظم مع المؤسسة الثقافية آراغواني،
ومنها أضافة للعروض الفنية، ستكون هناك أسابيع عن الثقافة العربية ومهرجان
للسينما العربية اليوم.. وفيما يلي إعادة لمقدمة الكاتلوج الخاص بالمعرض
التي كتبها عبدالهادي سعدون، المشرف العام على المعرض


" أكثر من 15 فناناً تشكيلياً عربياً منتخباً لهذا المعرض، يشكلون تظاهرة
أساسية من بين بحر من الفنانين والمدارس الفنية في العالم العربي، أجيال
متعددة سواء أولئك الذين برزوا داخل أقطارهم أو في خارجها (على الأغلب في
أوربا). لا نزعم هنا أن هذه البانوراما من الفنانين تمثل تمثيلاً كلياً
للفن التشكيلي العربي المعاصر، بل شئنا لها أن تكون ممثل صادق لآخر
الظواهر الفنية المعاصرة


ومثلما هو معروف أن العرب قد بدءوا مسيرتهم الفنية مع الرسم المعاصر بمناخ
ليس له علاقة بالمعاصرة، على الأقل بمفهومها الأستاتيكي، أكثر من علاقته
بالمؤثر السياسي ـ الاجتماعي، إلا أنه اليوم، وهذا المعرض لأكثر من 40
لوحة فنية معاصرة ، يعد نموذجاً واضحاً على مدى ما وصل له الفن التشكيلي
العربي من علاقة وشيجة مع الحركات المعاصرة في الفن العالمي. الفنانون
المشاركون في هذا المعرض الجماعي، يستندون على كل ما هو معاصر في المدارس
الفنية من تقنيات وأساليب حديثة، ولهم في الوقت ذاته نسغ رابط بكل ما له
علاقة بثقافة مجتمعاتهم الأصلية وتاريخها، ولا يتحددون بوسيلة فنية معينة
فتتراوح أعمالهم بين الرسم، التجسيد النحتي، الغرافيك وشتى الاتجاهات
الحديثة الأخرى



في هذا المعرض هناك اتجاهات تعبيرية متغايرة بين فنان وآخر، وهذا الاختلاف
مثله الرابط اللامرئي بين لوحاتهم يشكل تلك اللغة من الحوار والتفاهم
الضمني. فهذه المدارس والأساليب الفنية المتباينة هي في حد ذاتها تشكل
كتلة متناسقة بقدر ما هي منفتحة على تأويلات مختلفة. وعلى الرغم من أن كل
فنان يعد عالماً مستقلاً بحد ذاته، فهو من جهة أخرى نقطة تلاقي وتبادل
فكري مع الآخر ضمن الحيز المتاح


المعرض يمنحنا فرصة المعاينة ضد الفكرة العتيقة التي تعلن عن تقيد الفنان
العربي (المسلم على وجه الخصوص) وانعدام حريته في التعبير الفني بسبب من
مفهوم منع الفن في الإسلام. لكن هذه البانوراما الفنية، مثل غيرها الكثير،
توفر لنا مثالاً مبسطاً عن مدى تطور وحرية التعبير في الفن التشكيلي
العربي، على الأقل في الخمسين سنة الماضية. المعرض كذلك يبرز لنا أن الفن
العربي لم يعد منكفئاً على نفس التعابير الفنية ضمن مفاهيم الغرافيكية
والخطية التي حصرته فيه الفنون الإسلامية لقرون ـ والتي هي من الأهمية
بكثير ولها صداها اليوم أيضاً ـ ، بل مضت للدخول في الحركات الفنية
المعاصرة بكل حرية. واليوم نجد صدى الفنون العالمية وتأثيرها في الرقعة
العربية بشكل موازي لما يحصل في العالم



الفن التشكيلي العربي مثله كالثقافة بصورة عامة، يعد أفضل ممثل للنظر
للبنية الاجتماعية للشعوب. الثقافة هي البؤرة المثالية لمعاينة منطقتنا،
وذلك للخروج من كل التشبيهات والتعابير التشهيرية اللاصقة بالعالم العربي
ـ الإسلامي وجعله هدف صيد سهل.العالم العربي الذي يبدو مختلف جداً عن
الآخر، ولكنه أيضاً هارموني النزعة، شبيه بالآخر ومختلف مثله. من الممكن
أن يكون العالم العربي، عن طريق الثقافة أولاً قبل كل شيء، أكثر استعدادا
اليوم لمد جسر التبادل والتفاهم مع العالم أجمع، بالأخص الغرب، وليس
بالضرورة أن يؤدي ذلك لتصادم ثقافي من أي نوع... ".
كما كتبت الناقدة الفنية الأسبانية سارا دي كاسترو أورغاتي مقالاً عن المعرض جاء فيه:

"
عندما نتحدث عن الفن العربي في هذا المعرض المقام في غاليثيا- أسبانيا،
على الفور تقتحم رؤوسنا المناظر التقليدية لأحد المساجد، أو لقطعة مشغولة
من النحاس أو لمنضدة أنيقة من الخشب المرصع، لكن الفن العربي ليس بالضرورة
هذه الأشياء بل أكثر من ذلك بكثير. الشيء ذاته في أوربا عندما لم نبق في
ظل أبنية الكاتدرائيات والرموز الدينية، فالفن العربي مضى بطريق تطوره
وخلق لنفسه منابع طليعية خاصة و أساليب فنية معاصرة ليس لها بكثير أو قليل
صلة بالعناصر الدينية المعتادة.



نعلم أن معالم الثقافة العربية قد ظلت فينا منذ زمن طويل، ولكن ما بقي لنا
منها له صلة بشكل دائم مع عنصر من عناصر الإشارة للماضي، مما جعلنا نظل
بهذه الصورة دون الشروع بمحاكاة حاضرها. الحاضر الفني المجهول تماماً
للجمهور الأسباني ويمكنني القول للجمهور الأوربي أيضاً.



من أجل تجاوز المواضيع الجامدة والمناظر المعتادة التي نحملها حالياً عن
العالم العربي والتي تغص بها مخيلة الجمهور في العالم كله تقريباً، هذا
المعرض في صالة عرض (مؤسسة آرغواني) يتيح لنا رؤية بعيدة تماماً عن هذه
القوالب الجاهزة. رؤية تجعلنا نركز على الفن ذاته، بتمثيلاته التشكيلية
التي تعطي نموذجاً معتبراً لما يجري في الوقت الحاضر في هذه البلدان من
حركات فنية معاصرة، وحتماً تشكل أفضل نموذج لتوسيع إدراكنا لما يجب عليه
فهمنا للفن العربي.



ربما كان خطأنا، غريزياً، هو ربط الفن العربي بالفن الإسلامي، ومنحه تلك
الصلة الدينية التي ليس له بالضرورة، وهو شبيه بصورة مجحفة ربط الفن
الغربي المعاصر بكل مؤثرات الفن الكاثوليكي أو المسيحي مثلاً. وليس ببعيد
عن الواقع، هذا المعرض يمثل أفضل فرصة للتأكيد من عدم ارتباط المحيط الفني
لهذه البلدان بطقوسها الدينية في الواقع. نظرة واسعة لما عليه الفن
المعاصر، دوران للتمعن لا تحصره حدود معينة إلا بما يتناوله الفنانين في
أعمالهم وتقنياتهم وأساليبهم الفنية.



هذا المعرض الفني هو بلا شك أداة مناسبة لإتمام رؤية ناقصة لدينا، توضيح
الصلة للربط بما يشبه جسر ثقافي، أنه ما أن تتمعن هذا الكم المنتخب من
اللوحات التشكيلية ـ ناهيك عن المتعة البصرية ـ يجبرنا الخروج مما قولبنا
به ذهنيتنا السابقة، ويمنحنا فكرة أن الفن هو فن أولاً قبل كل شيء وليس
بأداة تحكم لجانب أيديولوجي معين، فالفن هنا يشكل صلة تواصل ما بين الفنان
ومتلقيه.



ربما من الوهلة الأولى أن نندهش إزاء الأساليب والمواضيع المتنوعة للوحات
المعرض، لكن لو استطعنا التغلب على الفكرة المسبقة للحكم على الفن العربي
لتواجهنا ببساطة مع معرض لفن معاصر مع الاحتفاظ باعترافنا أننا مع تقليد
فني عالمي بمعالم فنية مختلفة. ومع ذلك فالتقارب الثقافي يشكل نسبة
متزايدة، بدءاً بالتاريخ والتراث المشترك وكذلك باستخدام مواد العمل التي
ستسهل علينا بشكل واضح التعرف على أساليب وحقب أخرى.



فبينما في جانب من لوحات المعرض، كما عليه الفنان السوري نذير نصرالله،
نجد أننا بمواجهة استخدام الحروفية العربية، واحداً من أهم عناصر التشكيل
في الفن العربي المعتاد، حيث اللغة والكتابة هما العنصر الوحيد لعلو
الإنسان إزاء الطبيعة، وهو في عمله يدهشنا تجديد يته في فن الخط ويعمل على
مزج بل وتداخل الأشكال التجريدية في نوع من تلاعب ما بين الأبيض والأسود.



من المدهش أيضاً التواجه بفرشاة العراقي عبدالكريم سعدون بخطوطه التعبيرية
المجردة، بأسلوب نقي تماماً يقربه من تجربة (جماعة كوبرا) حيث الأشياء
تتشكل بتراكم الألوان، بينما تبدو الهيئات الإنسانية مشوهة أو مقطوعة
بشحنة تعبير درامي واضحة.



يمكننا أيضاً التمعن بلوحات م. حنوش، حيث أقامته في أسبانيا، جعلت تأثيرها
مباشر في فنه من خلال الفلكلور الأسباني، فيعرض لنا لوحات مستمدة من خيال
مصارعات الثيران وساحاتها المعروفة.



إن المعرض الفني العربي في صالة آراغواني تتيح لنا بلا شك فرصة ممتازة من
حيث النوعية والعدد. تجربة لعشاق الفن ولكل أولئك الذي لهم رغبة التعرف
بنظرة جديدة للثقافة العربية، ولمن لهم الرغبة بالتعمق حقيقة بواقع هذه
البلدان، على الرغم من الكثير من العوائق التي تمنع ذلك أحياناً بلا شك،
فالمعرض الجماعي لأكثر من 15 فناناً عربيا وأكثر من 50 لوحة، هو بلا شك
utut


خطوة فنية ذات اعتبار كبير...".[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Meryek
مشرف المنتديات الرياضية
مشرف المواضيع الدينية
VIP
مشرف المنتديات الرياضية  مشرف المواضيع الدينية VIP
Meryek


الجنس : ذكر
العمر : 31
سمعة العصو : 5557

الفن العربي: التجديد والمعاصرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفن العربي: التجديد والمعاصرة   الفن العربي: التجديد والمعاصرة I_icon_minitimeالأحد أبريل 11, 2010 4:57 am

شكرااااااااااااااا لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفن العربي: التجديد والمعاصرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قوانين منتديات الحلم العربي
» مجلة الحلم العربي الاصدار الاول
» الإستفسارات والأسئلة التي تخص النحو العربي
» فهرس دروس تعليم النحو العربي
» مجموعة الحلم العربي لميديا ( جميع ملفات الصوت) مفاجاه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات العرب الشامل  :: قسم الفن :: الفن العربي العام-
انتقل الى: